استثمار إماراتي لتحلية المياه في أغادير

أعلنت شركة "أيميا باور" الإماراتية، إحدى أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في المنطقة، عن دخولها في مشروع توسعة محطة تحلية المياه بمدينة أغادير المغربية باستثمار يبلغ 250 مليون يورو (288 مليون دولار)، بالتعاون مع مجموعة المرافق الإسبانية "كوكس". يهدف المشروع إلى رفع الطاقة الإنتاجية إلى 400 ألف م³ يومياً بحلول عام 2027، لتوفير مياه الشرب لما يقارب مليوني شخص وري 13.6 ألف هكتار من الأراضي الزراعية. يمثل المشروع علامة فارقة في مسيرة التعاون الإماراتي المغربي بمجالي المياه والطاقة.

تفاصيل مشروع أيميا باور بالمغرب

سيضيف مشروع أيميا باور الجديد 125 ألف م³ يومياً إلى قدرة محطة أغادير، لتصبح من أكبر محطات التحلية في أفريقيا عند اكتمالها. وستُزوَّد المحطة بالكهرباء من محطة رياح العيون بقدرة 150 ميغاواط، والتي تطورها "أيميا باور" وتخطط لبدء تشغيلها عام 2027. سيسهم هذا التكامل بين الطاقة المتجددة والتحلية في خفض التكاليف التشغيلية وتقليل البصمة الكربونية، ما يجعل المشروع نموذجاً مستداماً لحلول المياه والطاقة.

أهمية موقع ايميا باور

اختيار مدينة أغادير لتنفيذ المشروع يعكس أهميتها الاقتصادية والزراعية والسياحية، إذ تخدم المحطة مناطق واسعة تشمل سوس ماسة والمراكز الصناعية والزراعية المحيطة.

المشروع يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي لتقنيات التحلية المتقدمة، خاصة مع دمج الطاقة المتجددة ضمن العملية.

فوائد مشروع أيميا باور في المغرب

سيوفر مشروع أيميا باور مياه الشرب لنحو مليوني شخص في المناطق الأكثر تأثراً بندرة المياه جنوب المغرب، بالإضافة إلى إرواء 13.6 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، ما يعزز الأمن الغذائي ويخلق فرص عمل في القطاعين الزراعي والخدمي.

كما يُتوقع أن يدعم المشروع الاقتصاد المحلي من خلال استثمارات البنية التحتية ونقل التكنولوجيا وتطوير الكفاءات الوطنية في قطاع الطاقة والمياه.

حجم المشروع وأبعاده الإقليمية

مشروع توسعة محطة أغادير يُعدّ من أكبر مشاريع تحلية المياه بالطاقة المتجددة في شمال وغرب أفريقيا، وسيشكل نموذجاً يمكن تطبيقه في دول تعاني من نفس تحديات ندرة المياه.

المشروع يأتي ضمن خطة المغرب لزيادة إنتاج المياه المحلاة إلى 1.4 مليون م³ يومياً بحلول عام 2030 لمواجهة تأثيرات التغير المناخي والجفاف.

شارك حسين جاسم النويس، رئيس مجلس إدارة "أيميا باور"، أن دخول الشركة المشروع عبر منصة Water Alliance Ventures يعكس طموح الشركة في تقديم حلول متكاملة لمواجهة تحديات ندرة المياه والطاقة. وأكد أن التعاون مع المغرب والشركات الإسبانية يرسخ الشراكات طويلة الأمد في قطاع البنية التحتية الاستراتيجية، ويعزز التكامل الاقتصادي بين الإمارات وشمال أفريقيا.

في النهاية يمثل استثمار 288 مليون دولار في توسعة محطة أغادير لتحلية المياه نقلة نوعية في مسيرة التعاون الإماراتي المغربي بمجالي الأمن المائي والطاقة المتجددة. المشروع لا يقتصر على مواجهة أزمة المياه فحسب، بل يعكس تحولاً استراتيجياً نحو حلول مستدامة تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتضع المغرب في موقع متقدم ضمن خارطة مشاريع التحلية والطاقة النظيفة في أفريقيا.